الذهب خزينة، أم زينة فقط؟
الذهب زينة .. وخزينة، مقولة دراجة بيننا وخاصةً بين أوساط السيدات، لكن هل هالمقولة صحيحة 100٪؟
ودي أبدأ بدراسة أجراها الاقتصادي الأمريكي الشهير جيرمي سيغل في عام 2006 عن افتراض الاستثمار في ثلاث أصول مختلفة ونتائجها على مدار 204 سنوات من عام 1802 حتى ديسمبر 2006، وكانت الأصول متوزعة بعشرة الآف دولار بين الأسهم والذهب والسندات.
الـ10 الآف دولار المستثمرة في الأسهم تضاعفت إلى أن وصلت 8.3 مليار دولار !
الـ10 الآف دولار المستثمرة في السندات تضاعف إلى أن وصلت 10.8 مليون دولار!
أما الـ10 الآف دولار المستثمرة في الذهب تدري كم تضاعفت؟ مرة ونص تقريبًا ووصلت 28 ألف دولار فقط.
علمًا بأن الذهب المستثمر فيه في المثال السابق ذهب خام وسبائك ماهو مجوهرات، وذهب المجوهرات طبعًا له قيم كثيرة جدًا، معنوية واجتماعية ونفسية.
لكن فيه أمثلة تبين لك أن الذهب كمجوهرات خيار استثماري جيد، فيقول لك أنه اشترى القطعة هذي قبل 30 سنة بـ10 الآف ريال وبعتها أمس بـ13 ألف ريال، 3 الآف ريال مكسب!
لكن الواقع أنه نسي من عامل مهم جدًا وهو التضخم، فالـ10 الآف ريال عام 1995 تساوي اليوم 17 ألف ريال، فالواقع أنه خسر أربعة الآف ريال ما كسب ثلاثة!
خاصةً فيه سلوك يسوونه بعض السيدات وهو، تسمع خبر أن الذهب مرتفع فتقرر تروح تبيع شيء مما تملك علشان تستغل ارتفاع السوق، وفي نفس اللحظة تشتري أو تبدلها بقطعة ذهب ثانية والسوق باقي مرتفع!
فتكون الخسارة على كل عملية تبديل ذهب تتراوح من 10٪ - 20٪ حتى ولو كانت القيمة الاسمية متقاربة.
عمومًا وحتى لا نطيل، الذهب مخزن جيد للنقود وكمجوهرات أقل من جيد. لكنه يظل له احتياجات وقيم اجتماعية أكثر من كونها استثمارية، وإجابةً على سؤالنا فهو زينة أكثر من كونه خزينة.
وإذا تعرف أحد يمارس هالسلوك بغرض الاستثمار والادخار، وصّه على محافظ دراهم الادخارية بعوائد شبه ثابتة 6٪ أربح وأريح له.