"البيتكوين فرصة العمر"
يقول عبدالله مشاط الناشط في العملات الرقمية وتحديدًا الـ"بيتكوين" أن "في المستقبل بيكون في جيل من الأثرياء سبب ثرائهم ليس عملهم، ذكائهم او حتى عبقريتهم كل ما فعلوه انهم استثمروا في بيتكوين بعد فهمه وآمنوا بالفكرة ومستقبلها"
وبعد وصول العملة الرقمية لكسر مجموعة من القمم القياسية في إسبوع واحد تقريبًا، عاد صيت وبريقها عند العامة مجددًا، وعاد معها ديباجات فرصة العمر وتكرار أخطاء الأجيال السابقة وهلمّ جرًّا.
وحقيقةً ولا أقول رأيًا هنا، فيه كثير خسروا خسائر فادحة، في مقابل أن فيه الكثير كذلك ربحوا أرباحًا مضاعفة من هالعملات الرقمية، وفي نفس الوقت. كل من ربح فعليًا منها مهما بلغ هامش ربحه، يظل ندمانًا ومتحسرًا ونادبًا في لو أنه تأخر إسبوع بس أو شهر بس أو حتى صبر سنة إضافية. اللي باع وربح لما وصل الـ"بيتكوين" أعلى قمة له في تاريخة في 11 نوفمبر من هذا الشهر. ندمان أشد الندم اليوم في الـ20 من نفس الشهر كون العملة تجاوزت القمة 10 مرات إضافية!
ويستشهد المؤثرون في قصة لشاب أمريكي يُدعى غريغ شون، اشترى 1700 وحدة من البيتكون بقيمة 0.06 دولار للوحدة الواحدة، وباعها لما وصل البيتكوين لـ0.30 دولار وحينها ربح 5 أضعاف من هذا الاستثمار. وعبّر غريغ عند أشد ندمه لما وصل البيتكوين لـ8 دولار في 17 مايو 2011 حيث كان بيضاعف ربحه من 5 أضعاف إلى 134 ضعف!
ولو صبر غريغ ولو صبر غريغ .. ولو صبر غريغ. جملة ستتكرر كل فترة على غريغ أيًا كان ما فعل.
لكن السؤال الأهم، هل فعلًا أننا نتجب البيتكوين هو تفويت لفرصة العمر زي ما فوّت أجدادنا الفرص قديمًا؟
الحقيقة أنه وارد. كما هو وارد في مختلف الأصول، مثلًا زي ما أن مستشفى الحبيب طُرح وتضاعف أربع مرات، وشركة أكوا باور قرابة الست أضعاف وعقارات الملقا والشمال زادت بعشرات الأضعاف. ولكن مين يقدر يصيد ويترصد هالقصص الاستثنائية من البداية؟ والأهم من الترصد والصيد، من بيصمل عليها؟ ومين يقدر يقول أن هالقصص انتهت؟
ونلقى نفسنا نقع في انحياز الناجين وننسى ونتجنب القصص المأساوية للناس اللي خاطرت وخسرت خسائر كبيرة، ونؤكد هنا معلومة أن 98٪ من الأفراد يخسرون فلوس في سوق الأسهم. وتقدر تقرأ نشرتنا السابقة بعنوان "لماذا يفشلون الأفراد بالاستثمار؟"واللي تكلمنا فيها عن تفاصيل هالفكرة.
لكن بالنسبة لكثير من الناس في خططهم للاستثمار أن مستويات ربح مرتفعة ومتوقعة بشكل طبيعي وبنتايج لا يظهر عقباها إلا على المدى البعيد هو الخيار الأريح والأسلم.
فما كل الناس على مقدرة بتحمّل كل هالأخبار والتنبؤات والنصايح والاستشارات حول أيًا من العملات الرقمية، بيع اليوم ترى ما بتتعدى هالقمة إلا في 2028، أو لالا انتظر ترى بتكون مثل غريغ لما يوصل البيتكون لقمة المليون دولار، وهكذا دواليك.
فمبلغ تستقطعه شهريًا في محفظة كالمحفظة النشطة اللي تستثمر في كل السوق السعودي أو غيرها من المحافظ والصناديق في التطبيقات والبنوك المالية، ذات متوسط عوائد ممتاز. أربح وأريح لك على المدى البعيد بدون ما تدخل في أيًا من دوامات ضياع الفرص وهواجيس تأنيب الضمير وتخيلات الثراء السريع، والأهم من هذا كله هو التنبيهات اللي ما توقف حول كل جديد وطارئ عن هالعملات الرقمية.
وأخيرًا،
إذا بتستثمر في البيتكوين أو غيرها من العملات الرقمية، *علمًا بأن سوق العملات الرقمية غير مسموح فيه بالسعودية ولا ننصح به. فتأكد أنك تستثمر بمبلغ ما عندك مشكلة أنك تخسره كله، ولا يغرّك الارتفاعات الهائلة في أنك تحط مبالغ تحتاجها فيه. وكذلك، استثمارك في العملات الرقمية لا يوقفك عن استثماراتك المستمرة طويلة المدى في دراهم .. أربح وأريح طريقة للاستثمار.