جلّ من لا يخطئ
بتصميم سميّة الشهري

جلّ من لا يخطئ

عبدالمحسن أبومالح

من منّا ما اتخذ قرار مالي طلع، مع الوقت، إنه كان غلط؟

دخل مشروع وخسر. أخذ تمويل ما كان يحتاجه. صرف على شيء ما يستاهل. أو تجاهل وضعه المالي لين تراكمت عليه الأمور وضيّع بوصلة القرار. كلنا مرّينا فيها بشكل أو بآخر.

هالأخطاء المالية انتبه تحكم فيها على نفسك بأنك "غير جيد ماليًا" لأن فعليًا حتى أكبر الخبراء الماليين حول العالم وقعوا فيها. الفرق الحقيقي مو بين اللي غلط واللي ما غلط، بل بين اللي يغلط ويوقف، وبين اللي يغلط ويتراجع ويعيد ترتيب نفسه.

الأخطاء المالية غالبًا تجي من استعجال، أو من قرارات لحظية، أو حتى من ظروف ضاغطة ما كان لنا يد فيها. لكن التراجع عنها ممكن، حتى لو تأخّر شوي. وتذكر أن التصحيح ما يتطلب معجزة ولا "خبير مالي"، ولا حتى دخل عالي… بل يبدأ من أبسط شيء: قناعة إنك تبي تغيّر، والتزام بخطوة وحدة بسيطة.

كثير من اللي مرّوا بأزمات مالية أو ضغوط، بدوا بخطوة ما تحس فيها… لكنها مع الوقت تصنع فرق كبير. مثل محفظة ادخارية، تُستقطع شهريًا بمبلغ بسيط، يتجمّع بالتدريج، ويصير هدف واضح بعد سنتين أو ثلاث.

الفكرة هنا مو إنك تصير غني خلال سنة، ولا إنك تعوض كل شيء دفعة وحدة، بل إنك تبني خط رجعة آمن، تحمي فيه نفسك من تكرار الأخطاء، وتعطي نفسك وقت ومساحة تتنفس فيها ماليًا.

وأكبر معضلة تصير لنا، لما نقع في خطأ مثل أقساط مالها داعي ثم نتجاوز هالخطأ بعد كم سنة. يتبادر لذهننا أنه تدري .. ما كان خطأ فعليًا. علشان نبرر لنفسنا نرجع نعيده بالضبط مرة ثانية. 

فدايمًا قبل تتخذ أي قرار مالي فيه التزام، حاول تأخذ وقتك. واستشر من حولك. وإذا جزمت على قرارك، لا تنسى تسجلّ التزامك في دراهم، علشان يعطيك تذكير عنه، وتفاصيل مدته ومستحقاته. وتشوفه قدامك كل يوم😄.