الادخار الانتقامي
بتصميم سميّة الشهري

الادخار الانتقامي

عبدالمحسن أبومالح

أهلًا،

يمكن سبق وسمعت عن الـ"الإنفاق الانتقامي" وهي الحالة اللي يتخذ الإنسان من الصرف متنفس لغضبه أو احباطه.

وقبل ثلاث سنوات تقريبًا، كان معظم العالم يعيش بعد فترات الحجر والإغلاق في جائحة كورونا، في هذي الحالة وهو سلوك الناس اللي كانت تصرف أكثر من المعتاد، كأنها تنتقم من الشهور اللي ما قدرت تشتري فيها شيء.

لكن يمكن اللي ما قد سمعت عنه، هو النقيض تمامًا، وهو الـ"الادخار الانتقامي"

رحلتي من الإنفاق الانتقامي إلى الادخار الانتقامي

خلال السنتين الماضيتين، بدأ يظهر توجه عالمي جديد وهو "الادخار الانتقامي" (Revenge Saving).
وهو بالضبط العكس:
ناس اكتشفت إنها صرفت أكثر مما تحتمل، وصارت توفر اليوم كأنها تنتقم من سلوكها السابق.

وبحسب تقرير UBS للثروة العالمية لعام 2025،
ارتفعت معدلات الادخار الفردي في بعض من الدول المتقدمة بأكثر من 18٪ خلال آخر سنتين، وأغلب هذا النمو جاء من فئة الشباب تحت سن الثلاثين، وهم نفسهم اللي كانوا أكثر فئة إنفاقًا بعد الجائحة.
التقرير تكلم عن أن التحول ما كان مالي فقط، بل نفسي وسلوكي، جيل كامل أعاد تعريف معنى الأمان المالي.

الادخار ما بعد الندم

الادخار الانتقامي مو بالضرورة شيء سلبي، لكنه يطرح سؤالًا مهم:
هل لازم نندم عشان نبدأ ندخّر؟

للأسف أن أمور كثيرة في هالدنيا ما تجي إلا بالطريقة الصعبة، ومليون نصيحة ومعلومة ودورة ما تؤثر كأثر تجربة واحدة شخصية، لكن يظل مجرد وعيك وإلمامك بعاقبة أي سلوك تتخذه، تخفف كثيرًا من أثرها وتسرّع من التعلم منها وتعديها.

في دراهم، نؤمن إن القرارات المالية لازم تكون هادئة. مو اندفاع بعد خسارة، ولا اندفاع بعد طفرة. ولا يأثر علينا صعود الأسواق والفرص الاستثمارية ولا نزولها.

وخصوصًا، المحفظة الادخارية مبنية على هالمنطق بالضبط:
ادخار بسيط، تلقائي، وآمن. بعائد متوقّع 5.5٪ سنويًا، يناسب اللي يبغى يعيد توازنه المالي بدون مخاطرة أو تشتّت.