أحيانًا الأرقام تقول الحقيقة، بس بطريقة تخوّفك من أشياء ما هي بحقيقية.
في دراسة شهيرة، ظهرت نتيجة غريبة:
“كل ما زاد استهلاك الناس للآيسكريم… زادت حالات الغرق.”
وش تفسيرك السريع؟
الآيسكريم يسبب الغرق؟ يدوّخ مثلًا؟ يخدر؟
أكيد لا.
لكن الأرقام واضحة، وكل رسم بياني يقول: الخطين يصعدون سوا!
النتيجة المتوقعة، أن الناس تصدق الربط، وتخاف من الآيسكريم.
بس الحقيقة؟
في الصيف، الناس تاكل آيسكريم أكثر .. وفي نفس الصيف، الناس تروح للبحر أكثر، ومع الزحمة، تزيد نسبة حالات الغرق بشكل طبيعي لزيادة نسبة اللي يسبحون
يعني الربط موجود بالأرقام، بس ما له علاقة سببية، وهذي معضلة منطقية تّسمى "الارتباط لا يعني التسبب".
الاستثمار وأثر الإحصاءات عليه
نفس الفكرة بالضبط تصير في قراءة الأرقام المالية. تشوف ناس تقول:
– كل مرة السوق ينزل بعدها يرتفع سهم معين
– أو: إذا ارتفع النفط، لازم تنخفض العقارات
– أو: دايمًا شهر أغسطس سيء للاستثمار
– أو: السوق طلع 3٪ أمس؟ معناته بينزل اليوم
هذي كلها قراءات مبنية على أرقام صحيحة، لكن مو كل ربط بينها له معنى فعلي.
وهنا يجي دور الوعي، في أنك تشوف النظرة البعيدة والواسعة للاستثمار.
وتذكر أن السوق ما يمشي مثل رسم بياني ثابت. فيه مواسم، وفيه مشاعر، وفيه ظروف ما تنشاف.
عشان كذا في “دراهم”،
نبني المحافظ بأساس ذكي، بعيد عن التوقعات اللحظية، وتشتغل آليًا بالمستثمر الآلي ودايمًا على استراتيجية طويلة المدى.
