لا تكن كالضفدع!
بتصميم سميّة الشهري

لا تكن كالضفدع!

عبدالمحسن أبومالح

في تجربة شهيرة، وهي أنه وُضِع ضفدع في قدر ماء دافئ. وكان الوضع طبيعي للضفدع. ثم بدأو يسخنون الماء تدريجيًا، درجة وراء درجة. والضفدع مريّح على الآخر في مكانه. ما يحس بأي خطر محتدب. ولا انتبه. ولا تحرك.
إلى أن وقع الفأس بالرأس وغَلَت الماء، وفات الأوان.

هذي التجربة ترمز لحالة نفسية نعيشها كثير في واقعنا.
مو كل الانهيارات تبدأ بانفجارات. بعضها يبدأ بهدوء ويمشي معنا يوم بيوم.

الضفدع هنا؟ ممكن يكون أنا أو أنت. لكن بدل ما نكون في قدر ماء، نكون في نمط معيشي غارق بـ:

  • مصاريف ما لها آخر
  • قرارات آجلة دايمًا
  • و"بس هالمرّة" اللي تتكرر كل مرة

النتيجة؟
تمر السنوات، ونلقى أنفسنا في نقطة ما كانت أبدًا من أهدافنا. "وين راحت دراهمي؟"

💡 هنا يجي دور وغاية الاستثمار

الاستثمار ما هو عملية مربوطة بالأرقام فقط. الاستثمار هو فعل واعٍ ضد الغليان التدريجي.
هو قرار تقول فيه:

"أنا أعرف أن الأيام تمر بسرعة، وأن قراري اللي الآن انتظر نتائجه على المدى البعيد"

هو أداة تخليك تشوف واقعك، وتحط لك هدف، وتنطلق تجاهه حتى لو بخطوة بسيطة. واللي ما تلاحظه اليوم ولا تشوف له قيمة، بيصير له أثر كبير بعد سنوات.

زي ما الغفلة تتراكم، الاستثمار يتراكم.
بس الفرق؟ واحد يألمك، والثاني يحميك.

الخلاصة،

الغليان الهادئ أخطر من النار المباشرة. فلا تنتظر حتى تكتشف متأخر إنك نسيت نفسك وسط الزحمة.
ابدأ اليوم، حتى لو بخطوة صغيرة. وانتبه انتبه تكون كالضفدع.