
كيف ألفنا التقنية؟
مساء الخير يا راعي الدراهم 💵،
تقرأ اليوم نشرتك البريدية "الإلكترونية" على بريدك "الإلكتروني" الذي ألفته. لكن صدقًا، هل فكرت في كيف واقع التقنية بيننا اليوم؟
لو أقولك في 2010 بس، أنك بتنسى الكاش شكله وملمسه، وبتدفع كل مقاضيك وحاجاتك وفواتيرك، وحتى تبرعاتك وصدقاتك بدفع إلكتروني، ما أظنك بتكون من المصدقين.
تسللت التقنية بيننا وصارت جزء مننا بشكل تدريجي، وصرنا نحضر أهم اجتماعاتنا ومقابلاتنا "افتراضيًا" ونخلص أهم معاملاتنا الحكومية من الرخص والأحوال إلى السجلات التجارية والجلسات القضائية كلها بشكل رقمي.
هل تذكر آخر مرة وقفت واحد عند الإشارة، تسأله عن مكان فلاني؟
التقنية، خلتنا دلّالة في مدن أول مرة نزورها. وخلتنا نستغني عن مكاتب السفر والسياحة وصرنا نحجز كل التفاصيل اللي تناسبنا من جوالنا وبدون رسومهم. وممكن صرنا نستغرب من اللي باقي يسوي الأشياء بشكلها التقليدي.
ونفسها التقنية، هي اللي بتخلينا خبراء في الأمور المالية ونصير نستثمر في أفضل الصناديق وأربح الخيارات ومن جوالاتنا وبدون الرسوم المعتادة. وممكن قريب نصير نستغرب من اللي باقي يستثمر بنفسه بشكل تقليدي في السوق.
اعتدنا المشهد؟
وختامًا، الإنسان أكثر المخلوقات قدرةً على التكيّف، يتكيّف مع أي ظرف ومناخ وحالة، وبشكل تدريجي.
ورغم كل المعجزات اللي نعيشها اليوم إلا أننا اعتدناها. تقنيات عديدة حولنا سهلت حياتنا في جوانب عديدة. وعلى قدر هالتسهيلات تأتي المسؤوليات، وقد تسأل نفسك وش اللي يمنعك اليوم من أن تكون أفضل نسخة ممكنة منك؟ نسخة واعية ماليًا، ملمّة معرفيًا، متوازنة داخليًا، تعمّر الأرض بالقدر الذي لا يكلفها وسعًا.